شهدت السفارات السودانية حول العالم خلال الأيام الماضية تحركات دبلوماسية واسعة هدفت إلى إبراز موقف السودان الرسمي بشأن الأحداث الجارية في مدينة الفاشر، وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون. وجاء ذلك ضمن حملة تعبئة تقودها وزارة الخارجية لإيصال رؤية السودان للرأي العام الدولي، والتحذير مما وصفته بانتهاك السيادة الوطنية والدعم الخارجي للجماعات المسلحة.
القاهرة: دعوة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات
في مصر، عقدت سفارة السودان مؤتمراً صحفياً تحدث فيه السفير الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي، مؤكداً أن المدينة تعرّضت لانتهاكات خطيرة خلال فترة الحصار. وأوضح أن الأوضاع الإنسانية تدهورت بشكل لافت، مشيراً إلى وصول آلاف النازحين إلى مدينة طويلة في ظروف صعبة.
وقال عدوي إن سقوط الفاشر يمثل تحولاً خطيراً في طبيعة الصراع، داعياً المجتمع الدولي إلى لعب دور أكثر فاعلية في حماية المدنيين.
الدوحة: المطالبة بتدخل دولي
وفي الدوحة، دعا السفير بدرالدين عبدالله أحمد خلال مؤتمر صحفي إلى تصنيف الجماعات المسلحة المتورطة في الأحداث كتنظيمات إرهابية، مشيراً إلى تصاعد الانتهاكات التي طالت المدنيين. وأكد أن القوات المسلحة اتخذت قرارات ميدانية لتجنيب المدنيين مزيداً من الخسائر، داعياً الإعلام الدولي إلى تسليط الضوء على الوقائع الإنسانية في المنطقة.
الرياض: الحديث عن دعم خارجي للأحداث
وفي العاصمة السعودية الرياض، قال السفير دفع الله الحاج علي إن الأزمة في الفاشر مرتبطة بدعم خارجي تلقته الجماعات المسلحة، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فعّالة لضمان استقرار الأوضاع. كما أشاد بالدعم السعودي للسودان، مؤكداً استمرار الجهود لاستعادة الأمن.
نيروبي: التحذير من امتداد الاضطرابات
وفي نيروبي، وصف القائم بالأعمال السفير محمد عثمان عكاشة الانتهاكات بأنها تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، محذراً من تحول الجماعات المسلحة إلى قوة عابرة للحدود. ودعا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لاتخاذ قرارات صارمة تجاه المتورطين في العنف.
داكار: وصف الأحداث بأنها من أكبر الكوارث الإنسانية
وفي داكار، قال السفير عبدالغني النعيم عوض الكريم إن ما حدث في الفاشر يعد من أكبر المآسي الإنسانية في القارة خلال القرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى تلقي الجماعات المسلحة دعماً خارجياً. وأكد أن الشعب السوداني يرفض أي حلول تفرض من الخارج، مطالباً بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات.
حراك دبلوماسي في عواصم متعددة
وشهدت عدة عواصم أخرى تحركات مشابهة، حيث نظمت سفارات السودان فعاليات ولقاءات مع وسائل الإعلام والمسؤولين:
-
في جنوب أفريقيا، دعا السفير عثمان أبو فاطمة الاتحاد الأفريقي للتعامل الحازم مع قادة الجماعات المسلحة.
-
وفي تشاد، قدم السفير عبدالله أبكر مذكرات رسمية بلغتين أكد خلالها رفض أي تفاوض قبل وقف الأعمال العدائية.
-
وفي تركيا، تحدث السفير نادر يوسف الطيب عن أدلة تشير إلى دعم خارجي ساهم في تفاقم الأزمة، مشيراً إلى محاصرة عدد كبير من المدنيين.
-
وفي أستراليا، دعا السفير أحمد صلاح بيومي إلى إجراءات دولية للحد من تدفق السلاح.
-
وفي الهند، عرض السفير محمد عبدالله التوم صوراً قال إنها توثق الانتهاكات بحق المدنيين.
-
وفي برلين، شددت السفيرة إلهام إبراهيم محمد أحمد على ضرورة تحديد المسؤوليات في الأحداث.
-
وفي جنيف، تحدث السفير حسن حامد حسن عن ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن.
-
وفي لندن، قدّم السفير بابكر الصديق إحاطة لعدد من المؤسسات الإعلامية، محذراً من تفاقم الوضع الإنساني.
-
وفي موسكو، قال السفير محمد الغزالي سراج إن المدنيين تعرضوا لضغوط إنسانية كبيرة بسبب نقص الغذاء والإمدادات.
-
أما في باريس وباكو، فقد صدرت بيانات تدعو لاتخاذ إجراءات دولية مناسبة تجاه الانتهاكات المسجلة على الأرض.
جهود دبلوماسية متصاعدة
وتعكس هذه التحركات، التي وُصفت بأنها الأوسع منذ اندلاع الحرب، اتجاه الخارجية السودانية إلى مواجهة الروايات المتداولة دولياً عبر عرض وثائق وشهادات عن الوضع الإنساني في الفاشر ومناطق أخرى.
وأكدت الرسائل الدبلوماسية المتتالية أن ما يحدث يمثل أزمة إنسانية كبيرة تتطلب تدخلاً من المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن الصمت تجاه الانتهاكات قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
.png)